أعمدة رأيالأفقجريدة Ouma pressمقالات

تجربة ومسار في برنامج تعليم العربية للناطقين بغيرها

بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط

بقلم دة. يطو وهمي

يعتبر برنامج تعليم العربية للناطقين بغيرها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية – جامعة محمد الخامس بالرباط، من أبرز الاهتمامات الأكاديمية التي اعتنت بها كليتنا العتيدة؛ وينضوي البرنامج في إطار ثلة من الشراكات والتعاون الدولي بين جامعة محمد الخامس- كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط  والجامعات العالمية من مختلف قارات العالم: آسيا، أمريكا، وأوروبا…

انطلقت تجربتي ومسار تعليم العربية للناطقين بغيرها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية – جامعة محمد الخامس بالرباط، بانضمامي  إلى تكوين وتدريب أكاديمي في تعليم العربية للناطقين بغيرها الذي سهرت الكلية على إعداده سنة  2015؛ وتميز التكوين بالمهنية والأكاديمية والرهان على تكوين  ثلة من المتدربين بطرق عالية وعالمية مستحضرة في ذلك الانفتاح والحوار الحضاري والتنوع الثقافي والعلمي؛ معتمدة في ذلك على أحدث على استراتيجيات  وتوصيفات التدريس العالمية على سبيل معايير أكتفل لتعليم اللغات الأجنبية، والإطار المرجعي الأوروبي  المشترك للغات مستحضرة في ذلك اللسانيات التطبيقية في معظم المحتويات التكوينية في صبغة ثقافية مغربية أصيلة ، وقد دام التكوين مدة ثلاثة أشهر تخرجت منه دفعة مهنية رائدة على يد مدربين مغاربة اتسموا بخبرات دولية أمريكية وأوروبية.

لقد كنت من المحظوظين بعد التخرج من تكوين تعليم العربية للناطقين بغيرها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية – جامعة محمد الخامس بالرباط، بالانضمام لفريق التدريس بالمركز الجامعي لتعليم العربية للناطقين بغيرها في برنامج صيفي سنة 2016 لفائدة الفوج الأول لطلبة ماليزيا جامعة الصفا الإسلامية، إلى جانبه برنامج جامعة صينية المتمثلة في جامعة سان ياتسان ومعهد نينشيان بالصين مع توالي الوفود من جامعات أخرى في السنوات المتتالية على سبيل المثال برنامج ميدلبري بالولايات المتحدة الأمريكية وبرنامج كلية اللغة العربية بسلطنة بروناي، وبرنامج جامعات الفيتنام، وبرنامج تدريس الحلف الدبلوماسي آسيان .

تميز البرنامج  الدولي الصيفي التعليمي لفائدة الطلاب ماليزيا والصين، بتطبيق عملي للتكوين في المجال الذي نظمته الكلية لذلك الصدد،  وبتضافر جهود فريق التدريس في إنجاح البرنامج التعليمي والثقافي  تحت إشراف عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية – جامعة محمد الخامس بالرباط، جمال الدين الهاني  ونائبيه والمسؤول عن طلبة ماليزيا بالمغرب الأستاذ حسن عماري.

أخذنا على عاتقنا الجودة والاتقان والإخلاص والتفاني  وروح الفريق في العمل  وإنجاح البرنامج الدولي  والذي كان مشعل انطلاق سلسلة من البرامج التي استقبلتها كليتنا بصفة متتالية حتى سنة  2023، ومنذ البرنامج الأول إلى حدود التاريخ الحالي تخرجت من الكلية دفعات كثيرة  تجاوزت ثمان دفعات من طلاب جامعة الصفا والمعهد الأحمدي جلهم على شهادات في الدراسات الأساسية بمسلك الدراسات الإسلامية، وبعضهم بمسلك الدراسات العربية.

نراهن دوما في البرنامج الدولي في تعليم العربية للناطقين بغيرها على الانفتاح الحضاري والثقافي والانغماس في الثقافة المغربية الغنية بروافدها المختلفة باعتماد المقاربة التواصلية، واستخدام أحدث الطرق الحديثة المرتكزة على اللسانيات التطبيقية الحديثة ومواكبة الاستراتيجيات العصرية العالمية الأمريكية والأوروبية في تدريس مهارات اللغة العربية وعناصرها، ناهيك عن تقديم الورشات الثقافية كالخط العربي والمسرح وغيرها، ولإعطاء الصبغة الأكاديمية تنظم محاضرات علمية لفائدة طلاب المركز وزيارات ثقافية لمؤسسات علمية وثقافية بالمغرب ورحلات إلى مختلف المدن المغربية، ونرافق الطلاب طيلة التكوين بالمركز الجامعي لتعليم العربية للناطقين بغيرها، كما أن عملنا لا يتوقف إداك بل نتابع طلابنا بالمرافقة اللغوية والعلمية في مسارهم الجامعي وفق المسالك المختارة حتى نهاية مقامهم العلمي بالمغرب، ومن خلال تجربتي القصيرة الأمد فإنني أود أن أشيد بالأخلاق العالية  والرغبة الأكيدة والإصرار والجدية التي تميز الطلاب من مختلف الدول الوافدة على كليتنا من ماليزيا والصين، وبروناي، والفيتنام، وأمريكا وغيرها، ناهيك، قبولهم الانفتاح وحب الثقافة المغربية واندماجهم مع المجتمع المغربي والأدل على ذلك الانطباع الجيد الذي تركه طلاب ماليزيا في مدينة سلا المغربية من خلال شهادات الكثير من الساكنة المجاورة للطلاب.والحفل التتويجي للدفعة العاشرة لطلبة ماليزيا خير دليل على الأثر النبيل الذي تركه طلاب ماليزيا بالمغرب.

ومن هنا، نشير ونؤكد على أهمية الشركات الدولية مع باقي دول العالم هي قيمة مضافة للمغرب باعتباره من بين بلدان الوطن العربي لنهل لغة الضاد والتعرف على المغرب وروافده  المتنوعة وثقافته. إضافة لذلك؛ تميزت تجربتي في تعليم العربية للناطقين بغيرها بالتجربة الأمريكية؛ وذلك بالمشاركة في تدريس العربية للناطقين بغيرها في برنامج صيفي أمريكي بولاية سان فرانسيسكو بجامعة مدلبوري بأوكلند، التي كانت خبرة عالية جدا لإفادة بلدي ووطني المغرب عامة وكلية الآداب والعلوم الإنسانية – جامعة محمد الخامس في تطوير وتحسين جودة برنامجنا الدولي لتعليم العربية لكي يواكب العصر والتقدم نحو الازدهار والريادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى