“الجيش والأمن” يحتفلان صدارة مؤشر ثقة الشباب في المؤسسات

خلصت نتائج دراسة ميدانية أنجزها مرصد الشمال لحقوق الإنسان، بتعاون مع مؤسسة Future Elite، حول مؤشر ثقة الشباب في المؤسسات 2022، إلى حَظْوِ المؤسسات السيادية (غير منتخبة) بثقة كبيرة لدى الشباب المغاربة مقارنة بالمؤسسات المنتخبة.
وجاءت أجهزة الجيش والأمن الوطني والدرك الملكي والقضاء في مراتب متقدمة على مستوى ثقة الشباب مقابل مؤشر ثقة أقل بالنسبة للمؤسسات الوطنية المنتخبة من قبيل البرلمان والحكومة والأحزاب السياسية.
وحسب نتائج الثقة في المؤسسات السيادية (غير منتخبة)، فقد حلت مؤسسة الجيش في المرتبة الأولى بنسبة ثقة إيجابية بلغت 75 في المائة، تلتها مؤسسة الأمن الوطني، التي جاءت في المرتبة الثانية بنسبة ثقة إيجابية بلغت 72 في المائة، بعدها مؤسستا الدرك الملكي والقضاء بنسبة ثقة بلغت 61 في المائة، وأخيرا وزارة الداخلية بنسبة ثقة وصلت إلى 51 في المائة.
أما فيما يخص ثقة الشباب في المؤسسات المنتخبة والمجتمع المدني، فقد سجلت جمعيات المجتمع المدني مؤشر ثقة إيجابي بلغ 64 في المائة مقابل 30 في المائة لا يثقون بها. فيما جاء الإعلام المغربي في المرتبة الثانية بدرجة ثقة إيجابية وصلت إلى 42 في المائة، ثم جهة طنجة تطوان الحسيمة، التي حلت في المرتبة الثالثة بنسبة ثقة إيجابية ناهزت 41 في المائة.
أما المرتبة الرابعة فكانت من نصيب الجماعات المحلية بنسبة ثقة إيجابية بلغت 40 في المائة. يليها التعليم العمومي، الذي حل خامسا بنسبة ثقة إيجابية ناهزت 33 في المائة، مقابل مؤشر عدم ثقة وصل إلى حدود 66 في المائة. فيما نال المرتبة السادسة قطاع الصحة العمومية بنسبة 23 في المائة، ثم البرلمان في المرتبة السابعة بنسبة 21 في المائة. وفي المرتبة الثامنة حلت الحكومة الحالية، التي حازت على نسبة ثقة إيجابية وصلت 16 في المائة، وأخيرا الأحزاب السياسية، التي حظيت بثقة إيجابية بلغت 15 في المائة مقابل 80 في المائة لا يثقون بها.
كما شملت الدراسة المؤسسات الاجتماعية، حيث أظهرت النتائج ثقة الشباب المغربي في مؤسسة الأسرة النووية بـ96 في المائة مقابل 3 في المائة لا يثقون بها. فيما جاءت الأسرة الممتدة (العائلة) في المرتبة الثانية بثقة إيجابية في حدود 65 في المائة مقابل ثقة سلبية بلغت 33 في المائة. وحل الأصدقاء في المرتبة الثالثة بثقة إيجابية بلغت نسبتها 62 في المائة مقابل ثقة سلبية ناهزت 36 في المائة. وأخيرا الجيران في المرتبة الأخيرة بمؤشر ثقة إيجابي بلغ 41 في المائة ونسبة ثقة سلبية حددت في 56 في المائة.
وتأتي هذه الدراسة الميدانية، وفق الجهة الواقفة وراءها، لقياس وتحليل مستوى ثقة الشباب المغربي في مجموعة من المؤسسات الاجتماعية والسيادية والمنتخبة، وكذا منظمات المجتمع المدني والإعلام، عبر قياس مدى رضاهم عن الوضعية السياسة والاقتصادية والحقوقية الحالية، والبرامج الحكومية الموجهة إلى الشباب كـ”انطلاقة”، “أوراش” و”فرصة”، وكذا مجهودات الدولة في مكافحة الفساد.
وشملت الدراسة، التي تم إجراؤها خلال الفترة الممتدة ما بين 15 أكتوبر 2022 و31 يناير 2023، المجال الجغرافي لجهة طنجة تطوان الحسيمة، وضمت عينة من الشباب تتراوح أعمارهم بين 18 و25 سنة. وقد اعتمدت على المنهجين الكمي والكيفي، إذ تم إجراء استبيانات مع 400 شاب وشابة، توزعوا بين 53 في المائة من الذكور و47 في المائة من الإناث.
أما بخصوص المنهج الكيفي للدراسة فتمثل في إجراء مقابلات فردية همت 20 شابا وشابة، وإجراء 5 مجموعات بؤرية، مع مراعاة مقاربة النوع الاجتماعي من خلال الأخذ بعين الاعتبار الاختلافات بين الرجال والنساء في جميع جوانب البحث، حيث استهدفت الدراسة 53 في المائة من الذكور و47 في المائة من الإناث.