كلية علوم التربية .. الاحتفاء بـ40 سنة من العطاء المتجدد في خدمة التربية

وتميز هذا الحفل، على الخصوص، بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، وأمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، عبد الجليل الحجمري، وعميد الكلية، عبد اللطيف كداي ، والعمداء السابقين للكلية، وعمداء ومدراء والكتاب العامين بالمؤسسات التابعة للجامعة، وأساتذة وموظفي وطلبة الكلية، وشخصيات أخرى.
وقد شكل هذا الحفل مناسبة لتسليط الضوء على إسهامات الكلية في التدريس والتأطير والبحث العلمي على مدار أربعين سنة، إلى جانب الوقوف على أهم الإنجازات والأدوار الطلائعية التي لعبتها الكلية منذ إحداثها سنة 1983، مكان المدرسة العليا للأساتذة، وكذا تكريس انخراطها في المشاريع الإصلاحية للمنظومة التربوية بالمملكة.
كما مثل فرصة توقف من خلالها الحاضرون عند الرهانات والتحديات المرتبطة بقضايا التربية على المستوى الوطني والدولي، سواء من خلال المساهمة في تفعيل وإنجاح تصور النموذج التنموي الجديد في المجال التربوي والتعليمي المتعلق بتعزيز جودة التربية والتعليم بالمغرب، أو من خلال التفاعل مع أسئلة العقد الاجتماعي الجديد من أجل التربية والتعليم.
وبهذه المناسبة، قال السيد ميراوي، في كلمة له، إن الاحتفال اليوم بالذكرى الـ40 لتأسيس كلية علوم التربية التابعة لإحدى الجامعات العريقة بالمغرب، يندرج في سياق متميز يتمثل في الأهمية التي يتم إيلاؤها لقضايا التربية والتكوين والبحث العلمي، باعتبارها الركيزة الأساسية لإعداد رأسمال بشري قادر على رفع التحديات التنموية الحالية والمستقبلية.
كما أكد على الحاجة إلى العلوم الإنسانية اليوم لتجاوز مجموعة من التحديات التي لا يمكن رفعها فقط بما هو رقمي أو تكونلوجي فحسب وإنما بالاهتمام بشكل كبير بالعلوم التي تساهم في بناء الإنسان ليكون شريك أساسي ويعول عليه في رفع التحديات.
وأشار إلى أن كلية علوم التربية قد عملت منذ تأسيسها على الارتقاء بمستوى التكوين وملاءمته لمتطلبات التشغيل، وذلك عبر تكوين أجيال من الأساتذة، معتبرا أن المتحف الذي تم افتتاحه اليوم بالكلية يعكس إهتمامها بالثقافة والتاريخ وهو ما ينسجم مع توجهات الوزارة التي تسعى إلى تعزيزه بجميع الكليات.
من جهته، أبرز نائب رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط المكلف بالتعاون والبحث العلمي، السيد اسماعيل قاسو، الخدمات الجليلة التي قدمتها كلية علوم التربية عبر تكوين أجيال من الأساتذة وتعزيز مهاراتهم في مجالات مختلفة.
وشدد على ضرورة الاهتمام أكثر بالعلوم الإنسانية والاجتماعية في المجتمعات، خاصة في ظل التحديات التي أضحى يعيشها العالم والتي ولدت الحاجة إلى تدخل متخصصين في العلوم الإنسانية، مؤكدا على ضرورة ارتباط هذا النوع من العلوم بما هو تكنلوجي.
من جانبه، قال السيد كداي إن الإحتفاء بمرور 40 سنة على تأسيس كلية علوم التربية يعد فرصة لتثمين المجهودات التي قدمها الأساتذة عبر تاريخ المؤسسة، مؤكدا أن كلية علوم التربية ساهمت لسنوات في تحديد مناهج التدريس بالمغرب وإعطاء دفعة جديدة للمجال التربوي.
وأضاف أن تخليد الذكرى الأربعين لتأسيس كلية علوم التربية، “هي لحظة مفصلية لتسليط الضوء على إسهاماتها في التدريس والتأطير والبحث العلمي، والوقوف على أهم الإنجازات والأدوار الطلائعية التي لعبتها هذه المؤسسة منذ إحداثها وتكريس انخراطها في المشاريع الإصلاحية للمنظومة التربوية ببلادنا”.
ومن جانبه، تحدث السيد الحجمري، باعتباره أول عميد لكلية علوم التربية، عن السياق التربوي العام الذي رافق تأسيس هذه الكلية وما واجهته من تحديات، معتبرا أنها كانت رافعة أساسية حينها لا بد أن تستجيب قبل غيرها لمتطلبات الإصلاح التربوي المنشود.
يذكر أن كلية علوم التربية تسعى من خلال هذا الاحتفاء إلى المساهمة في الجهود الوطنية في إحداث تحول في التعليم، وكذا تثمين جميع المبادرات المستمرة التي تقوم بها الهادفة إلى إعادة التفكير في مجال التربية والتعليم وأنظمته في عالم جديد تتسارع فيه التغيرات والتحديات ورسم خارطة طريق مساعدة على تحقيق الأهداف المنشودة تفعيلا للقانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي.
يشار إلى أنه خلال اللقاء تم افتتاح متحف ديداكتيكي للوسائل التعليمية التي كانت تستعمل سابقا، بعضها يعود إلى سنة 1968.