أعمدة رأيالأفقجريدة Ouma pressمقالات
وهتف الجيش الجزائري بمستغانم… ” الجيش ، الشعب، مع الحسن “
نتمنى لو الحسن الثاني هو من يحكم الجزائر

عندما زرت لأول مرة دولة الجزائر منذ أكثر من ثلاثة عقود، وبوجه التحديد سنة 1989 وذلك كمنشط لسهرات تميزت بتقديم عرض مسرحي لفرقة العمل المسرحي تحت قيادة المخرج عبد المجيد فنيش، وكذلك فقرات فنية للفرقة الموسيقية السلاوية برئاسة المرحوم محمد عزام الذي ترك بصمات متميزة في المجال الموسيقي على المستوى الوطني و العربي، اكتشفت طيبة شعب جزائري لم يقصر جهدا في الترحيب بنا في كل المدن التي حللنا بها من مستغانم والشلف والجزائر العاصمة و وهران.
في كل سهرة كان الجمهور الجزائري الشقيق بكل أصنافه ومستويات اعماره يعكس حضورا قويا لدرجة كانت القاعات تمتلئ عن آخرها وحتى في أكبر قاعة بأفريقيا بمدينة مستغانم كنا نشاهد الجمهور يملأ حتى فضاء الممرات. ولعل ما ترسخ بشكل بارز في ذاكرتي، هو عندما كنت أعاين وأنا أقوم رفقة زميلي خالد البابلي بتنشيط إحدى السهرات مجموعة من أفراد الجيش الجزائري، حلوا لمتابعة فقرات السهرة وهم بزيهم العسكري و بملامح مبتسمة تعبر عن فرحتهم بهذه المناسبة، كانوا بعدد كبير شغل كل كراسي الطابق الأول، و في لحظة لا تنسى سلبوا منا الكلمة بلطف ليرددوا بصوت حماسي و بإيقاع متجانس ” الجيش.. الشعب.. مع الحسن “.
خيم الصمت على خشبة المسرح و بالكواليس حيث كانت تتواجد البعثة المغربية، و توقفنا جميعنا عن الحركة و الكلام و نحن تعاين و نستمع بابتسامة عريضة لمجموعة من العسكر الجزائري في عقر داره و نحن الضيوف، يرددون و يبعثون برسالة غير مشفرة للملك الراحل الحسن الثاني، تؤكد أن الجيش الجزائري و الشعب الجزائري معه …
كانت لحظة جد مؤثرة و التي لم أشعر إلا و انا أحمل الة التصوير الخاصة بي و قمت بتسجيل اللحظة عير شريط لأوثق للحظة تؤكد حب و تقدير الشعب الجزائري الشقيق المغرب شعبا و ملكا، و أشهد الله أن أحد أفراد الجيش الجزائري صرح لي قائلا : ” نتمنى لو كان الحسن الثاني هو من يحكم الجزائر”.
إذن الحب هو متبادل بين الشعبين الشقيقين منذ القدم، وعدم رضى الشعب الجزائري على نظامه ليس هو بوليد اللحظة، و لكن منذ سنوات عديدة و عقود مضت تؤكد أن النظام الجزائري يغني خارج السرب و هو لا يحظى برضى الأمة .
نظام لم يستفيد من عظمة شعبه و لم يتعلم من تعثراته و أخطائه المتواصلة لدرجة بات يتفنن في الصيد في المياه العكرة، متسلحا ببندقيات عاشوراء البلاستيكية، و مانحا إياها لشرذمة من المرتزقة بهدف التشويش على أمن و استقرار بلد كبير اسمه المغرب.
عقود طويلة مضت على استكمال وحدة مغربنا الترابية عبر استرجاع جنوبه بطريقة سلمية، و في مسيرة خضراء ستظل دوما كمرجعية للإيمان بالسلم و السلام، و مع ذلك لم يكبر نظام الجزائر و اختار ان يبقى صغيرا في حجمه، و مراهقا في تفكيره، فظل رفيقا لرفاق السوء من يعتمدون برامج ذات الطابع الإرهابي و الأطماع الصبيانية و التي أكدت للعالم بأسره أننا أمام نظام جزائري مريض. و عليه سوف تظل أيدينا ممدودة حبا في شعب جزائري يستحق كل خير و يستحق حكاما و نظاما بعافية جيدة و له القدرة على خدمة مجتمعه بكل حب و إخلاص. هذا ما نتمناه بدورنا و شعبنا يعيش في أمن و سلام، و ليس هناك من له القدرة للتشويش على استقراره و وحدته الترابية…