أخبارالأفقجريدة Ouma press

مطالب نادي الصحافة بالمغرب في اليوم العالمي لحرية الصحافة

اعتماد مقاربة تشاركية تتجاوز كل أشكال الإقصاء

في 3ماي 2023 تحل الذكرى الثلاثين لإعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة، هذا اليوم يوما عالميا لحرية الصحافة، وكان ذلك استجابة بالأساس لمطلب ما يناهز ستين صحافيًا إفريقيًا اجتمعوا بناميبيا، في 3 ماي .1991
ويحل هذا اليوم في المغرب ليتجدد طرح سؤال حرية الصحافة على أحوال الإعلام وسياقاته وتحدياته السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، وهو سؤال مركزي تم لحد الآن التهرب من الإجابة عليه بشكل بناء لتوفير ضمانات قانونية وسياسية لممارسة إعلامية تنعم بالاستقلالية والمهنية.
وقد اعتبر نادي الصحافة منذ تأسيسه حرية الصحافة، ويعتبرها اليوم، أساسا وركيزة لا محيد عنهما لانبثاق إعلام حر يقوم بمختلف أدواره إزاء المجتمع وحيال الدولة. وترافع النادي بإلحاح من أجل أولوية حرية الإعلام عبر العديد من المحطات ومنها المناظرة الوطنية للإعلام والاتصال المنعقدة سنة 1993 وكذا خلال الحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع سنة 2011، ومؤخرا بمقر مجلس النواب خلال دجنبر الماضي.
ولاريب أن المدخل الأساسي لتجاوز الهشاشة التي تنخر الحقل الإعلامي المغربي مرتبط بالرفع من مستوى حرية الإعلام، التي تحولت إلى قضية تتشابك داخلها وحولها ومعها عدة قضايا تهم مصير الاعلام المغربي ومستقبله.
ولئن كانت كافة الأطراف في الدولة والمجتمع تعترف بأهمية وأولوية حرية الصحافة، فإن المنجز التشريعي والمقاربة السياسية والتنظيمية ينأيان في المحصلة عن تلك الأولوية. مما يتسبب في خسائر كبيرة وكثيرة للمغرب دولة ومجتمعا، ولعل الصورة التي ترسمها مؤشرات انتهاك حرية الصحافة عن المغرب واحدة من عناوين تلك الخسائر.
ونادي الصحافة كبيت لكافة الصحافيات والصحافيين بالمغرب وواحة للتداول فيما بينهم ومع محيطهم المتعدد، يجدد بهذه المناسبة التذكير بضرورة اعتماد حرية الاعلام كمدخل لمواجهة التعقيدات والتجاذبات التي تتنازع الحقل الإعلامي وعلاقته بسياقه السياسي والمجتمعي.
ومن غير المقبول أن يستمر اعتقال الصحافيين والمدونين في بلادنا، والتضييق على حرية الصحافيات والصحافيين عوض توفير الحماية لهن ولهم والاعتراف بمكانتهم وبأدوارهم في مختلف المستويات والمجالات.
وتشكل إعادة النظر في التنظيم الذاتي للصحافيات والصحافيين المطروحة في اتجاه تطوير المجلس الوطني للصحافة، فرصة لتوسيع حرية الإعلام، وتمكين هذا المجلس من صلاحيات حقيقية لحماية حرية الاعلام واستقلالية المؤسسات الإعلامية، ومهنية الصحافيات والصحافيين.
ولذلك ينبغي ان تحترم التعددية والنزاهة في تمثيلية الصحافيات والصحافيين، الذين ينبغي ان يشكلوا أغلبية في المجلس، عبر انتخابات ديمقراطية ونزيهة ضامنة لتمثيلية كل الفئات في المرحلة الانتقالية لإعادة بناء المجلس الوطني للصحافة وإصلاح قانونه في إطار مراجعة شاملة لمدونة النشر والصحافة.
مع اعتماد مقاربة تشاركية تتجاوز كل أشكال الإقصاء سواء باسم الأغلبية او باسم الاقلية، وتستند لمبادئ المواثيق الدولية والممارسات الفضلى في البلدان التي جعلت من حرية الإعلام واستقلالية الصحافيين قاطرة لتحقيق الديمقراطية.
وتخليدا لليوم العالمي لحرية الصحافة سينظم نادي الصحافة بتعاون مع المعهد العالي للإعلام والاتصال وبشراكة مع منظمات مدنية ندوة لطرح قضية حرية الاعلام من عدة جوانب، عشية يوم 12 ماي 2023 بمقر المعهد بمدينة العرفان، وندعو لها المعنيين بمناقشة القضية وكافة الزميلات والزملاء والطلبة الصحافيين.

الامضاء:
رشيد الصباحي
رئيس نادي الصحافة بالمغرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى