تعليم العربية للناطقين بغيرها لفائدة طلبة ماليزيا “جامعة الصفا الإسلامية”

نتائج متميزة واستشراف مستقبل واعد 

* بقلم دة. يطو وهمي
أستاذة تعليم العربية للناطقين بكلية الآداب والعلوم الإنسانية – جامعة محمد الخامس بالرباط
إن تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها لفائدة طلاب جامعة الصفا الإسلامية بدولة ماليزيا الشقيقة، من أبرز الأولويات التي اهتمت بها كلية الآداب والعلوم الإنسانية – جامعة محمد الخامس بالرباط، وذلك في إطار الشراكة، والتعاون الدولي بين وطننا المغرب ودولة ماليزيا.

لقد انطلقت عملية تكوين طلاب جامعة الصفا الإسلامية الماليزية، بالمركز الجامعي لتعليم العربية للناطقين بغيرها من انعقاد الشراكة بين البلدين سنة 2015.

نراهن ضمن فريق بيداغوجي تحت إشراف عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، بإنجاح البرنامج الدولي باختيار أحدث الطرق والاستراتيجيات الحديثة والمتطورة في تدريس اللغات الأجنبية، تنطلق فور وصول الطلاب باستقبالهم بالكلية من طرف السيد العميد المحترم جمال الدين الهاني و نائبيه الأستاذة إيجو الشيخ موسى والأستاذ محمد السيدي والأستاذ حسن العماري مدير كرسي الإمام بن إدريس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط؛ إذ نسعى بعد ذلك، بإجراء اختبار تحديد المستوى اللغوي للطلاب كتابي وشفوي وفق معايير دولية، وبعد الاختبار نسهر على تفييئ الطلاب الماليزيين إلى المستويات اللغوية وفق الإطار المرجعي الأوروبي المشترك للغات، واختيار برنامج دراسي مناسب لأهدافهم اللغوية.

وقد تميزت تجربتي مع طلاب جامعة الصفا الإسلامية الماليزية بالتفاني، والجودة، والسعي لإنجاح العملية التعليمية ضمن فريق بيداغوجي متكامل؛ بتدريس مهارات اللغة العربية وعناصرها اللغوية، والثقافة المغربية والورشات مثلا مرشة الخط العربي، والمحترفات  الترفيهية مثل المسرح الجامعي ، ناهيك فإننا نزامن البرنامج ببعض الزيارات الثقافية لبعض المؤسسات العلمية بالرباط، إضافة ببعض الرحلات الترفيهية خارج الرباط تستغرق مدة البرنامج الدولي بالمركز الجامعي لتعليم العربية لفائدة طلاب ماليزيا خمسة أشهر بهدف تحضيرهم للولوج بمسلك الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالربط.

إن عملية تدريس طلاب جامعة الصفا الإسلامية الماليزية، لا تتوقف عند نهاية البرنامج الدولي، بل نتابع ونرافق الطلاب عند التحاقهم بالمسلك المختار بالكلية حتى نهاية مسارهم الدراسي وتتويجهم بشهادات الإجازة الأساسية بمسلك الدراسات الإسلامية، وقد تابع بعض طلاب جامعة الصفا الإسلامية الماليزية سلكي الماستر والدكتوراه.

حقيقة، تجربة تدريس جامعة الصفا الإسلامية الماليزية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، كانت لها نتائج متميزة واستشراف مستقبل واعد لكليتنا وللمملكة المغربية، بمد جسور التعاون والصداقة بين البلدين باسم الحوار الحضاري والانفتاح والتعاون الدولي ونبذ مختلف أشكال التطرف.

نظير ذلك، يعتبر طلاب جامعة الصفا الإسلامية الماليزية المحور الأساسي في العملية التعليمية ببرنامج تعليم العربية للناطقين بغيرها؛ إذ تميزوا بخصال حميدة، وطيب المقام والسعي لتحقيق أهدافهم العلمية والمعرفية، كما اتسم الطلاب بطابع الانغماس في الثقافة المغربية بالتحدث بالدارجة المغربية وتحضير الوجبات مغربية واللباس المغربي التقليدي على إثر احتكاكهم بالمجتمع المغربي بمختلف الفضاءات ( السوق، الحمام المغربي، الملاعب الرياضيات، المساجد…)  بمدينة سلا التي كانت موطن الحياة اليومية للطلاب، وقد امتلكوا حب الساكنة بطيبة أخلاقهم وحسن تعاملهم وهي خصال تميز بها الشعب المغربي الكريم على مختلف الأصعدة، ويتجلى حب المجتمع المغربي السلاوي لطلاب جامعة الصفا الإسلامية في المناسبة الأليمة التي آلمت قلوبنا جميعا وهي وفاة حافظ الدين الطالب الماليزي على مرض ألم به، وقد أقيم له حفل التأبين من طرف الأستاذ حسن عماري رئيس كرسي الإمام أحمد ابن إدريس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، انطلق من مسجد السودان وسط حزن عميق وبكاء ساكنة مدينة سلا والطلاب، منت حاضرة في ذلك المشهد المهيب، خاصة وأن الفقيد حافظ الدين تميز بخصال لا تقل عن رفاقه اجتهاد ومواظبة وأدب وطيبة أخلاق، إضافة لذلك، فالطلاب الماليزيون تميزوا بالمشاركة الفعالة ضمن النسيج المغربي على صعيد المشاركة في بعض الأندية الرياضية والثقافية مثل حصولهم صيف 2022 على جائزة في بطولة رياضية، وغيرها من الأنشطة الثقافية.

بصفة عامة، إن طلاب جامعة الصفا الإسلامية الماليزية، وضعوا بصمة علمية وثقافية بالمغرب عامة، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية – جامعة محمد الخامس بالرباط، وبمدينة سلا، فكانوا بذلك خير سفراء لثقافة بلدهم ماليزيا وطيب المقام ببلدهم الثاني المغرب.