الحسن لحويدك يؤكد في أشغال الندوة الدولية الثانية للحوار والسلام
" نحن صحراويون وهدفنا هو وضع حد لحالة الشتات والتيه "
نص مداخلة الحسن لحويدك ،. بصفته مسؤول لجنة المجتمع المدني بتنسيقية وادي الذهب لحركة صحراويون من اجل السلام ،في اشغال الندوة الدولية الثانية للحوار والسلام التي نظمتها حركة صحراويون من اجل السلام (MSP) بتعاون مع المركز الأفريقي للدراسات الاستراتيجية من أجل السلام (CISPAIX) في إطار : ” ملكى اهل الصحرا ” المنظم يومي 27 و 28 أكتوبر 2023 بالعاصمة السنغالية ، بحضور ومشاركة لشيوخ القبائل الصحراوية وشخصيات دولية ورؤساء دول وحكومات وسفراء سابقين واكاديميين وفعاليات جمعوية وحقوقية.
الحمد لله الذي به تطيب الحياة و تدوم النعم
أخواتي الفضليات
إخواني الفضلاء
معشر الحاضرين الأماجد ، كل واحد باسمه وصفته وقناعته و الاحترام الواجب في حق شخصه ..
بداية احيي حضوركم النوعي الذي تألق به حلمنا مفعما بالأمل ..الأمل في مستقبل تتبدد فيه غيوم التشردم و معاناة إنسانية تشارف مرور نصف قرن من الزمن العصيب الكئيب ..إني اكبر فيكم ما تتصفون به جميعا ، مهما اختلفت التصورات ، من صحوة ضمير و جرأة قرار ، تمليها قناعتكم الإنسانية المتجذرة التي تبحث عن الحل و لا تريد ان تكون سببا في المشكل ، و هنا تكمن قوة ما يجمعنا اليوم في جو من الإخوة ، تخاطبنا فيها اللحظة و الآن ، و تذيب في اعماقنا كل حقد و شنآن ، فلا صوت يعلو عن كون اصلنا الصحراوي هو ما يجمعنا ، و قوتنا في وحدتنا ، و نهاية مآسينا رهينة بجمع شملنا تحت سقف هذا الانتماء الصحراوي المجيد .. و اقدم وافر الشكر و الثناء لكل من حضر و حضر هذا اللقاء المبارك بهذا الحشد الطيب من تنظيم “حركة صحراويين من اجل السلام”، بشراكة مع المركز الإفريقي للذكاء الاستراتيجي من اجل السلام “..
سيداتي سادتي، أريد أن يكون تدخلي في هذا اللقاء في مدينة دكار ببلاد السنغال الشقيقة، يتركز على الهدف الاول من بناء هذه المنظمة، ألا وهو الانتماء إليها بدون خلفية إلا خلفية الأصل الصحراوي الذي يجمعنا من قبائل متعددة، ونحن متساوون تحت خيمتها كأسنان المشط.
سيداتي سادتي:
انطلاقا من شعورنا في “حركة صحراويون من اجل السلام”، بالحرية والاستقلالية عن اي تيار او أي تنظيم ، هو عامل أساسي وإجباري يمكننا من الجلوس وجها إلى وجه، نتحاور نتناقش، نتفق، نختلف ، و اختلافنا لن يفسد للود قضية ، لانه اذا تزاحمت العقول خرج الصواب .. في النهاية نحن صحراويون وهدفنا هو وضع حد لحالة الشتات والتيه الذي عمر طويلا، و حول أعيادنا و أفراحنا الى مأساة لان الفرحة مهما كان مصدرها لن تكتمل مادام عقد الشمل ما زالت منفرطة حباته ، مع كامل الأسى و الأسف ..لنسمع جميعا لصوت الحكمة و نصغي لنبض الضمير ، و نحكم المصلحة العامة العليا لهذا الانتماء الصحراوي المجيد الذي يجمعنا و هو اقوى رابطة تكرس فينا قيم المشترك بيننا ، بعيدا عن تجاذبات لم يعد خافيا دوافعها و مسوغاتها التي لا تبالي بالبعد الإنساني و لا لجمع شملنا..لقد انتهى تاريخ صلاحيتها، صدقا و حقا ..نعم مدخل كل حل لهذه القضية المأساة هو ان نحرص على جمع شملنا و توحيد خطابنا و خطتنا ،و نعيد رسم ملامح حلمنا ، فنحول الألم املا ..لنؤجل مواطن اختلافنا و نتشبث بنقط كثيرة تجمعنا ، في صدارتها صحراويتنا لأنها كنزنا و مجدنا و حلمنا الجميل..نعم صحراويون و صحراويات جئنا اليوم كما الأمس و الغد لنقول للعالم : جمع شملنا بوابة نحو حل قضيتنا..
ايها الجمع المبارك
إن من دواعي الصراحة والصدق أن نكون واضحين مع انفسنا قبل ان نكون واضحين مع الغير، ولهذا ادعوكم، وادعو كل واحد منا ان يجلس مع نفسه في حوار العقل و الروح مع الذات و يطرح اسئلة من قبيل: الى أين نحن سائرون؟! أجيال و أجيال تضيع .. غيرنا يتاجر بمآسينا و أهالينا تعيش خارج الزمن و تحيا حياة البؤس و الشقاء؛ لا دفء الأهل و لا عيش كريم ..إلى متى سنفوت علينا الفرص ؟!..إلى متى سننتظر الذي يأتي و الذي لا يأتي.. علينا أن نسابق الزمن و نربح الوقت معجلين بالحلول الممكنة الواقعية المتاحة ..سأقولها و اكررها للمرة المليون حلنا في جمع شملنا و توحيد كلمتنا باختيار الممكن و المتاح للتسريع بجمع شملنا نحن الصحراويات و الصحراويون ..
نعم نحن نتواجد في عاصمة السنغال دكار، وهي ارض سيلهمنا ما فيها من عبق التاريخ ، حيث حملت مشعل المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي، بنفس روحي عظيم لخديم رسول الله الشيخ احمدو بومبا، في هذه الأرض الطيبة التي انجبت العظماء ،أمثال الرئيس الشاعر السنغالي الكبير ليوبولد سيدار سنغور ، الذي لقن للفرنسيين درسا لن ينسوه عندما قال لهم “تعلمت لغتكم، وأقنعتكم بها وأنتم لا تقدرون على فهم لغتي”إنها دروس و عبر نستقيها من هذا المجد السينغالي العظيم.. فليتيقن الجميع ، اليوم ، و اكثر من اي وقت مضى، ان من حاول ان يضع للصحراوي مسارا غير مساره، ويلبسه أقنعة غير وجهه الحقيقي مخطئ و واهم لان الصحراويين لهم ذكاء و رأي و مصلحتهم العليا فوق كل ٱعتبار ، مصلحة تتمثل أولا و أخيرا في جمع شملهم و وضع حد لمعاناتهم ، و صوت” حركة صحراويين من اجل السلام” صوت الحق الذي ولد من رحم هذه القناعة الراسخة بعيدا عن الوصاية و الإملاءات ..انه صوت الضمير و النضج و الواقع و الامل..حياكم المولى صوتا صداحا لامل كل الصحراويات و الصحراويين..و الصلاة و السلام على خير الآنام مسك الختام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.