أعمدة رأيالأفقجريدة Ouma press

همسة.. اليقين واللايقين

محمد نجيب كومينة

 

يعيش العالم حالة من اللايقين بسبب جملة من المستجدات التغيرات السريعة و المزلزلة التي تتعدى وتتحدى في نفس الوقت قدرات البشر على معرفتها وقياسها وتوقع ما قد ينجم عنها، و المغرب كجزء من عالمه يواجه هذا التحدي و يستحيل ان يكون استثناء. لذلك، فإن كل من يتحدث اليوم بيقينية ويزعم انه قادر على الإمساك بالحاضر  و توقع المستقبل بشكل كامل إنما يخادع نفسه ويخدع غيره بقصد أو دونه.
اللايقين يدعو إلى التحلي بكثير من المرونة واكتساب قدرة كبيرة على التكييف والتكيف و التصحيح والاستدراك، لأن السياسة والاقتصاد وكل ما يدخل في دائرة تدبير الشأن العام أضحى مخترقا بالنزوع إلى التجريب، وهذا ما أباح نقل مفهوم اللايقين من مجال علم الفيزياء و استعماله في مجالات أخرى.
اللايقين يفرض على الدول المسؤولة التي لا ترغب في ترك الحبل على الغارب تفعيل جملة من الآليات التي لم يكن معمولا بها في تسيير الشأن العام، وفي مقدمتها الحرص على تقوية قدرات المسيرين العموميين والتتبع والتقييم بانتظام وربط المسؤولية بالمحاسبة .
ليس هذا وحسب، بل إن التواصل مع المجتمع بشفافية و احترام للتعدديات الطبيعية في كل مجتمع، وفي البلدان التي اختارت النهج الديمقراطي، و إخباره بكل المعطيات أو تمكينه من الولوج إلى مختلف المعلومات من الآليات التي لا محيد عنها، وهي آلية على قدر كبير من الفعالية والنجاعة في وقت أصبح فيه متاحا للجميع التعبير والمشاركة عبر وسائط التواصل الاجتماعي و صار ممكنا للمعلومات المغلوطة و الآراء المؤسسة وغير المؤسسة ، والحالة هذه،  أن تعبئ وتخلق رأيا عاما و تقوي اللايقين، بل وان تدخل في متاهات.
وفي أوقات الأزمات الحادة، يلزم داءما الحرص على تشغيل هذه الآلية بشكل مناسب وبعيد عن الهواية وعن الديماغوجية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى