فرحة جزائرية بنكهَةٍ مغربية

أسامة بوكرين
قَد يختار الجنرال القطيعة، نظراً لخلفيته القائمة على الحِدّة و”سخونية الراس” الديبلوماسية، والتسلّط على مستوى وضع التقديرات السياسية، لكِن القوى الناعِمة، وتِلك الكرة المطاطيّة المملوءَة بالهواء، قادِرة على كشف مدى هشاشة الموقف.
مناسبَة الحديث، هي درجة “القذارة” التي أظهرها جنرالات الجزائر ومن يواليهم من باطرونات الإعلام على مستوى التعاطي مع الإنجاز التاريخي للمنتخب المغربي بالعبور إلى ربع نهائي كأس العالم قطر 2022.
تغاضٍ عن ذِكر إسم المملكة الشريفة، ومحاولات استفزازٍ متعدّدة هنا وهناك، مُمارسة إعلامية فجّة قائمة على تجاهل إنجاز الجارة التي لا تبعُد سوى بسياجٍ هشٍ إذا غابَ غابَت كل الحدود، ورغم كل هذا، احتفل الشعب بشقيقه الشعب، واحتفى الجزائريُ بشقيقِه المغربيّ، ورفَع الوهراني رأسهُ برأسِ الوجديّ، ووجَد القبايلِي ضالّته في ما حقّقه ابن كلميمة الوطَنيّ.
رايات المغرب رفرَفَت في سماء الجزائر العاصمة، وأبناء عمومتنا احتفلوا بآنتصار الشرفاء العلويين وهم يحمِلون أعلاماً حمراءَ وخضراءَ وبيضاءَ، واحدة مغربية، وبقربها أخرى جزائرية. ليؤكدوا انه رغم التعليمات والتشديدات، والخِناق الرسمي بالجمهورية الشقيقة على تغذية الحقد والبغض، الا اننا حقاً “خاوة خاوَة” ولو كرِه الحاقدون.
وكما احتفى الجزائريون بالمغاربة، فإن المغاربة أيضاً بأشقائهم محتفلون، ولو نالوا من كل الدول التهنئات، فإن أحلاها وأصدقها القادمة من الجِوار، من العمق، من القلب الجزائري الشقيق المرتبط بينا، ومِنا، ومعنا.