سرطان الثدي..أول قاتل في المغرب

فدوى نافيل
شهر أكتوبر هو شهر التوعية بسرطان الثدي، إذ يعتبر “أكتوبر الوردي” منذ إقراره من طرف منظمة الصحة العالمية في 2006، مناسبة للتوعية بمرض سرطان الثدي، وهو فرصة تتجدد كل عام للتوعية بمخاطر هذا المرض الخبيث، وبأهمية الكشف المبكر عنه، والذي يشكل الحلقة الأقوى في المسار العلاجي للمريض.
ويعتبر سرطان الثدي النوع الأول من السرطان الذي يصيب النساء، إذ تُصاب امرأة واحدة من أصل 8 بهذا المرض خلال حياتها، وبالرغم من غياب سجل وطني للسرطان في المغرب، إلا أن سجلات السرطان لمدن الرباط و الدار البيضاء تؤكد على أن سرطان الثدي يأتي في المرتبة الأولى ويمثل حوالي 20% من كل السرطانات المسجلة وطنيا و 35% من سرطانات النساء، وما يمثل حوالي 10000 حالة جديدة منها تكتشف في مراحل متقدمة.
ويشار إلى أن في سنة 2019، تم تشخيص 10414 حالة إصابة جديدة بسرطان الثدي في المغرب، وتعتبر النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 45 و49 سنة الأكثر إصابة بهذا النوع من السرطان.
وهنا تبرز أهمية الكشف المبكر على سرطان الثدي، إذ أنه كلما تم اكتشاف المرض مبكرا، كلما كانت فرص العلاج كبيرة، وقد تصل نسب الشفاء التام ل 98% من حالة اكتشاف السرطان ويتم علاجه في المرحلة الأولى.
وعلى الرغم من الانتشار الواسع للسرطان في المغرب، فإن الحديث عنه يبقى محتشما وأغلب المغاربة يتفادون تسميته ويصفونه بالعامية بـ”المرض الخايب” (المرض الخبيث)، لما يتسبب فيه من ألم وحزن في نفوسهم حينما يكتشفون إصابة أحد أقاربهم أو شخص عزيز، بالمرض خاصة في مراحله المتقدمة، حيث لا ينفع معها العلاج.
العديد من النساء المغربيات واجهن معركة شرسة ضد سرطان الثدي، أنهى الموت معاناة الكثير منهن فيما انتصرت أخريات، بينما تعيش الكثير منهن على أمل الشفاء. وبين مصابة وأخرى، يشكل الكشف في مراحل مبكرة من المرض فارق كبير في العلاج.
الكشف المبكر ينقدك من الموت
أجرى باحثون من مستشفى كليفلاند كلينك دراسة حول أهمية الكشف المبكر وبدء رحلة العلاج وتأثيره على زيادة نسبة البقاء على قيد الحياة من سرطان الثدي عند اكتمال العلاج الذي يتضمن الجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاعي، بعد مرور 38 أسبوعًا من التشخيص الأولي،حيث نجح الباحثون فى فحص أكثر من 28000 مريضة بسرطان الثدي، قد خضعوا للجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاعي كجزء من علاجهم. طبقا لتقرير نشر في موقع ميديكال إكسبريس.
وأكد الباحثون أنه إذا تم الانتهاء من الثلاث مراحل سالفة الذكر، في أقل من 38 أسبوعًا، فسيكون هناك معدل بقاء أعلى لمدة خمس سنوات من النجاة من مضاعفات المرض، في حين إذا استغرق العلاج وقتًا أطول من ذلك ، فقد أثر على بقائهم على قيد الحياة.
وأشار الباحثون، إلى أهمية الجراحة وطرق استئصال الورم، بغض النظر عن نوع سرطان الثدي الذي أصبت به، والتي تسهم في زيادة معدل البقاء من المرض ومضاعفاته الخطيرة.
وأوصى الباحثون النساء بضرورة إجراء فحوصات الثدي الذاتية بانتظام في المنزل، كما أكدوا أيضًا على تصوير الثدي بالأشعة السينية للنساء فوق سن الأربعين، بغض النظر عما إذا كان لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي.
ويشار إلى أن سرطان الثدي يبدأ في الغدد الموجودة في الثدي، وهو أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء في العالم الذي يسبب حالات وفاة كثيرة للعديد من الأشخاص كل عام.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أطلقت خلال الفترة الممتدة من 01 إلى 31 أكتوبر 2022، الحملة الوطنية للتحسيس والكشف المبكر عن سرطاني الثدي وعنق الرحم، تحت شعار: “الكشف المبكر وقاية ولصحتك حماية”.
ويذكر أن تم دمج الكشف المبكر في الرعاية الصحية الأولية، وتعزيزه من خلال بناء وتجهيز 43 مركزا مرجعيا للصحة الإنجابية، بالإضافة إلى 11 مركزا جهويا للأنكولوجيا، ناهيك عن إحداث قطبين للجودة لعلاج سرطانات النساء، كما تم اقتناء 22 وحدة متنقلة للتصوير الإشعاعي للثدي بهدف ضمان ولوج واستفادة النساء في المناطق النائية من خدمات التشخيص.