أخبارأعمدة رأيالأفقجريدة Ouma pressمقالات
“دير النية” تميمة أسود الأطلس في المونديال
و معتقد في حياة الكثير منا

“دير النية” هي ليست تميمة أسود الأطلس في المونديال فحسب..، “دير النية” عندما قالها الركراكي مدرب المنتخب الوطني، لا أظن أنه أخرجها عبثا، لأنها ليست بالمصطلح الذي يخرج دون اعتبارات متراكمة..، فعلا هي معتقد الكثيرين منا، وستصبح عنوانا لحياة أغلبنا.
قالها الركراكي وصدق..، “ديرو النية وغادي ربحوا”، فعلا إن النية الصافية الصالحة، تزيد صاحبها خيرا (إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا) والنية الفاسدة تزيده شرا (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا).
إلا أنه نجد في واقعنا المعاش، عدة مغالطات سائدة تحتاج للتصحيح..، كاعتبار صفاء النية ضعفا، وسذاجة وعلى شفا جرف للبلادة، أو كاد أن يكون مغفلا بالفعل..! الأمر صدقا ليس كذلك، لأنه ثمة خيط رفيع بين النية الصافية والسذاجة، فالأولى تعني نقاء الجوهر والتصرف بشفافية، أما السذاجة فإنها تشير إلى الغباء والوقوع صيدا سهلا للخداع والمكر.
كنت قد قرأت ذات مرة عن النية الصالحة، أنه “مر رجل على شيخ يبيع الدواء فسئله قائلا :هل أجد عندك دواء للذنوب ؟؟
رد الشيخ قائلا :سر إلى واد الإيمان خذ منه عروق النية، وغبار التواضع وثمرة العلم، وإسقهم جيدا في مهراس التوبة في آنية الخشوع، وإعجنهم بماء الحياة وأوقد تحتهم نار الخوف بحطب الزهد وأشربهم بكأس الصبر في مكان لايراك فيه إلا الله تكون قد شفيت من ذنوبك”.
وأن تكون صاحب نية صافية، يعني أنك تحمل مبدأ إنسانيا راقيا تترفع به عن التمويه والخداع..، فبنيتك الصافية، تعامل الناس بنزاهة بمعاملة طيبة وإن قابلها السوء ستظل تتصرف بالمسامحة لا بالمقايضة.
وبنيتك الصادقة الطيبة، ستعطي الناس من بين يديها لا من خلفها، وهذا درب الأفاضل الذين لا تجد في داخلهم أو خارجهم أي تباين.
كلما واجهك أمر صعب.. ردد “دير النية”، ولن يكون عطاؤك في هذه الحياة خالص وفق مراد الله من دون صفاء النية، ولتعلم أن قوتك الحقيقية تكمن في مطابقة نقاء ما تخبئه في عمقك مع ما تظهره على سطحك،وكلما واجهت تحديات الحياة.. ردد “دير النية”.
“دير النية” ولا تحتقر نفسك.. “دير النية” وتقدم إلى الأمام.. “دير النية” وارفع رأسك، هذا ليس رأي أو درس تافه هذه هي الحقيقة النية الصافية الصادقة دائما تغلب.
أنت الغالب بنيتك الصافية إن طال الزمن أو قصر، فمن حرص على صفاء نيته رزق من الخير فوق ما يتمنى..
“إّوى شفتو الركراكي مكدبش مول النية عمرو يخيب..غير ديرو النية وغادي نديو حتى لكأس “.