أخبارالأفقجريدة Ouma press

دمنات تشارك اليهود المغاربة حفل “الهيلولة”

شارك محمد عطفاوي، عامل إقليم أزيلال، في الاحتفال السنوي لليهود المغاربة بالقداس الديني المعروف بـ”الهيلولة”، بمعبد “هارون بنكوهين” بمدينة دمنات. والهيلولة معناها “سبحوا لله”، وهي تحريف عامي لعبارة “هاليلو يا” الواردة كثيراً في مزامير داوود.

ويعتبر هذا الاحتفال، الذي يُنظم بمعبد “هارون بنكوهين” بمدينة دمنات، تقليدا دأبت الطائفة اليهودية على تنظيمه كل عام، لممارسة طقوسها الدينية والاحتفاء بأوليائها، وأيضا لتجديد العهد مع الأصول وصلة الرحم، بحيث غالبا ما يحرص فيه اليهود القادمون من إسرائيل وباقي دول العالم على زيارة أصدقاء الطفولة والمعارف القدامى.

كما يشكل هذا القداس الديني، الذي يُصرُّ فيه اليهود المغاربة على محاورة الساكنة والزوار بالدارجة المغربية وبالأمازيغية، للتأكيد على مدى محافظتهم على تقاليدهم المغربية الأصيلة في دول الإقامة، إعلانا عن استمرار تشبثهم بهويتهم وتعلقهم بوطنهم وبالعرش العلوي المجيد، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية ومواقع تواجدهم بالعالم.

ويقول إسحاق واكنين، رئيس الوفد اليهودي، في هذا الصدد: “إن الاحتفاء بمدينة دمنات جاء كالعادة لتجديد صلة الرحم مع إخواننا المسلمين بالمنطقة، وكذا لإحياء ليلة الهيلولة”، مُشددا على أنه وباقي أفراد الوفد يعملون على تشجيع الجيل الحالي من أبنائهم وأحفادهم على زيارة بلد أجدادهم المغرب.

من جهته أكد يهودا دحان، رئيس الطائفة اليهودية بالمغرب، بعدما أثنى على عامل الإقليم، وأشاد بانفتاحه ودعمه المتواصل، على مدى تعلق اليهود المغاربة ببلدهم الأم المغرب وبالعرش العلوي المجيد، محييا بشدة الملك على العطف المولوي الذي يصبغ به كل أبناء هذا الوطن مسلمين ويهودا.

وفي كلمة له في السياق نفسه، اعتبر محمد عطفاوي، عامل الإقليم، المغرب “بلد السلم والأمان والتسامح والتعايش تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس”، لافتا إلى أنه كمسؤول عن الإقليم على أتم الاستعداد لإيجاد الحلول المناسبة لكل ما يطرحه الوفد من ملفات للنقاش، ومُذكّرا بـ”العطف المولوي السامي وتعليمات جلالته من أجل ترميم وإصلاح كل الأضرحة وأماكن العبادة اليهودية أسوة بنظيرتها للمسلمين”.

وأشار عامل الإقليم إلى المشروع الملكي القاضي بإيلاء الاهتمام المناسب للمدن العتيقة، الذي ستستفيد منه مدينة دمنات خلال السنة الجارية، حيث ستتم إعادة هيكلة حي الملاح، موجها في الختام نداء إلى الوفد اليهودي لمشاركة الشباب والأطفال في كل المناسبات المقبلة، والعمل على توطيد أواصر التلاحم واليقظة للدفاع عن الوحدة الترابية ومقدسات المملكة.

وفي ختام الحفل طلب رئيس الوفد اليهودي، إسحاق واكنين، من عامل الإقليم “رفع برقية للسدة العالية بالله جلالة الملك محمد السادس للتأكيد من خلالها على تشبث اليهود المغاربة بمغربيتهم، وعلى ولائهم للعرش العلوي المجيد، وعلى استعدادهم الدائم للدفاع عنه في كل المنتديات العالمية”.

جدير بالذكر أن من بين أشهر المزارات الموجودة بدمنات معبد يهودي يسميه اليهود “سيدي هارون بنكوهين”، بينما يدعوه المسلمون “بولبركات”، ويتواجد بين حي تغرمين وحي تالصماط بالمدينة، وتم إصلاحه منذ حوالي سنتين، وأصبح مزارا للعشرات من اليهود المغاربة الذين يداومون على زيارته من حين لآخر، وخاصة في مثل هذه المناسبات الدينية اليهودية.

وتتواجد بهذا المعبد ثلاثة قبور لأسرة رجل الدين اليهودي (سيدي هارون بنكوهين)، كما يتواجد بالمنطقة ضريح آخر يدعى “داويد الدراع”، وتحديدا بمنطقة تديلي فطواكة، ويستقبل سنويا المئات من اليهود المغاربة، غالبيتهم من مواليد مدينة دمنات والجماعات المجاورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى