أعمدة رأيالأفقجريدة Ouma pressصوت الجاليةمغاربة الخارج

زوجة ثالثة في انتظار الرابعة

جاءك الموت يا عازف الكمان

 

شعيب بغادى

كل من عانق عالم الغربة يعرف جيدا أنه من الصعب أن تجد في هذا المكان مفهوم الصداقة الحقيقية أو كل ما له ارتباط بالعلاقات الإنسانية القائمة على الود و التآخي، فقليل هم الأصدقاء و الصديقات هنا، و كثير هنا بالذات بمدينة الجزيرة الخضراء و ما جاورها ” الصحاب ” أو من يمكن أن يصطلح عليهم ” صحاب على خزيت … و الخزيت فيه و فيه ” فهناك الأسود القادم من كتامة و الأبيض المستورد خصيصا من بعض بلدان جنوب أمريكا لمعالجة داء حساسية الأنف و ” الحكة ” ،، أما ” الخزيت ” الآخر فهو دواء متنوع اشتركن في صنعه خبيرات مضلعات من البرازيل و المغرب و رومانيا و ايضا الجزائريات – فهؤلاء المسؤولون عنهن منشغلون بالصيد في الماء العكر يعتقدون أنهم سيصيبون سمك ” الشابل ” في الرمال.. المهم هذا النوع من الأدوية الباهظة الثمن، يصلح لمرض قد يصيب النسبة العظمى من الرجال من حين لآخر خاصة إذا بالغ المرء في مشاهدة المسلسلات العارية و الجلوس لوقت طويل بمقهى مفتوحة على الشارع حيث يتم معاينة ما يرهق و يرهف المشاعر الغريزية و يثير الزوبعة في البراد و ” الصينية و البير “، و حتى إمام الجامع الذي جزاه الله خيرا على ما قام به من تضحية للتفرغ لمتطلبات المسجد مبتعدا عن أم أولاده بالمغرب و الأخرى المتواجد بدولة أوروبية غير اسبانيا معرض لهذه الزوبعة لكن شرط أن تكون “محجبة ” .
أتذكر يوما وصف أحدهم من لعب على الكل دور الأستاذ المقتدر و المبجل في البداية، قبل أن يتم اعتقاله من طرف الشرطة الاسبانية بتهم النصب و الاحتيال و التزوير و الاستغلال و انتحال شخصية مخبر سري تابع للمخابرات الاسبانية و و و … أوف،، القائمة طويلة ضد هذا الرجل التحفة الذي سأعود إليه بحول الله في عمود خاص به يليق بمكانته و سمعته الناصعة السواد و قوته الخارقة في جعل الناس يقدمون له أموالهم و زرقهم و …. قبل السطو عليها.. ” الله يلعن الشيطان ” سأخرج على الموضوع ،،، المهم أنه قال لي واصفا الجزيرة الخضراء بـ ” بالخنيزات ” ، بأن الأغلبية الساحقة من المهاجرين بهذه المدينة يعتبرون بمثابة ” التخت ” الذي نعاينه في قاع قمامة الزبالة،، و بعد اعتقاله بالتهم المذكورة تأكدت من صدق كلامه و علمت أنه من هذه الأغلبية التي ذكر لكن برتبة ” تخت متخت ” و يصلح لحمه لصيد سمك النون بوديان المغرب.
و في خضم هذه الأجواء أشكر المولى عز و جل و أحمده أنه رزقني بعض الأصدقاء ” الصالحين ” و لو عبر كلمة طيبة و السؤال عني من يوم لآخر ،، أحدهم كلمني قلقا عن مستقبل مشروعه التجاري الخاص بمخدع هاتفي و نادي الأنترنيت الذي افتتحه قبل أيام ، ، كان قلقا لقلة الزبناء و الراغبين في خدماته ، و اليوم ما زاد من حرقته هو كونه أدى ثمن تعليم أولاده لمادة اللغة العربية بالمسجد دون أن يستفيدوا من الدروس لمدة أسبوع بسبب غياب المدرس و عدم رغبة الإمام كما جرت العادة في تعويضه –تجدر الإشارة أن الإمام مدرسا سابقا لمادة اللغة الفرنسية بالمغرب- ، كما تجدر الإشارة أن بنت صديقي البالغة من العمر ثماني سنوات لا ترغب ” شيخنا ” كمدرس لها و لأخيها خاصة بعدما أطلعهما رفقة باقي التلاميذ عن تسجيل فيديو يظهر فيه بعض الأشخاص في حالة مرعبة كمصير و عذاب لهم بعد الموت نتيجة ما اقترفوه من ذنب بسماعهم الموسيقى أو ممارستها.
ذلك اليوم، يخبرني صديقي، جاءت ابنته تشكو من تدمر نفسي لا يمكن تصوره و لم تتمكن من النوم بشكل طبيعي ،، تأملت مليا في الأمر فلم أجد ما أقوله سوى أن الجهات المسؤولة ببلدنا الحبيب لابد أن تتخد قرارا فوريا بإقفال المعاهد الموسيقية و منع كل السهرات الفنية و تصدير في علب بلاستيكية كل فنان و مطرب و كل من له علاقة بالسلم الموسيقي و مفتاح ” دو ” و ” ري ” و” مي ” … ،، شعرت أيضا بإحراج إذا ما علم “الإمام المبجل” أن والدتي أطال الله عمرها من دفعتني في صباي لألج المعهد الموسيقي و دراسة آلة الكمان …
و اليوم أقولها ” بالفم المليان” ،، مستعد أن أشارك الجوق الهلال التطواني بالعزف على الكمان ( عن بعد طبعا نظرا لظروف كورزنا، الوباء الآخر ) لإحياء زفاف ” إمامنا ” على زوجة ثالثة، في انتظار الرابعة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى