هل يشكل الركراكي قيمة مضافة للمنتخب الوطني؟

“لا نغير فريقا يفوز”، قاعدة راسخة في عالم كرة القدم تشبه معادلة رياضية إذا صلحت صلح العمل والبناء وإذا كان العكس فإنك تدخل في متاهة متعبة وتدور في حلقة مفرغة.
الناخب الوطني الجديد وليد الركراكي أمسك قطار المنتخب المغربي في طريق لا يصلح فيه العودة للوراء ولا المجازفة التي قد تجعله فاقدا للوجهة التي يصبو الوصول إليها، فالوقت الذي استلم فيه القيادة لا يسمح له بالاجتهاد كثيرا في تغيير الثوابت بل يفسح له المجال فقط في ترميم ما هدمه سلفه وحيد خليلوزيتش الذي أدخلته فلسفاته الزائدة في الطريق الضيق الذي لا مخرج له ولا منفذ يوحي لك بالوصول إلى بر الأمان، وكلفته حضوره في المونديال للمرة الثالثة مع المنتخبات التي أهّلها للعرس الكروي العالمي.
أولى اختبارات الركراكي أعطى فيها إشارات إيجابية تفيد أنه يسير نحو الاستقرار على تشكيل قار مع إجراء تغييرات طفيفة حسب نوع المباراة والنهج التكتيكي المعتمد.
وديتي تشيلي والباراغواي برهنت بالملموس أن الركراكي لن يجازف كثيرا بتغيير التشكيلة في كل مباراة كما كان عليه الحال سابقا في عهد وحيد خليلوزيتش، بل حافظ على نفس التركيبة البشرية التي خاضت لقاء تشيلي الذي انتهى لصالح الأسود بهدفين دون رد، في مواجهة الباراغواي التي انتهت نتيجتها بالتعادل السلبي، باستثناء إشراك أمين حارث بدل سليم أملاح وريان مايي بدل يوسف النصيري من أجل تنشيط الخط الأمامي أكثر لإيجاد الصيغة المناسبة لترجمة الفرص السانحة للتسجيل إلى أهداف وخلق المترابطات المفقودة في عهد وحيد.
إن ضيق الوقت سيحتم على وليد التركيز أكثر على الجانب الذهني للاعبين وتصحيح بعض الأخطاء المتعلقة بالطريقة السليمة للخروج بالكرة والاستحواذ الإيجابي والفعالية الهجومية والعمل على تأطير بعض اللاعبين حتى يكونوا أكثر فعالية أمام المرمى كسفيان بوفال وعبد الصمد الزلزولي وأمين حارث قبل انطلاق العد العكسي لموعد مونديال 2022، حتى يستطيع الأسود مقارعة الكبار في الأراضي القطرية بدون أخطاء مؤثرة، وخاصة استحضار درس مونديال 2018 القاسي الذي تجرعنا فيه مرارة الإقصاء من الدور الأول بنقطة يتيمة رغم الصورة الإيجابية التي أظهرها زملاء المهدي بنعطية أمام منافسين كبار من قيمة البرتغال وإسبانيا.
فكأس العالم هي أرقى وأعلى المنافسات في كرة القدم تتألق فيها المنتخبات التي ترتكب القليل من الأخطاء وليس التي تقدم أداءا مبهرا يسرّ المتفرجين.
ولا شك في أن وليد بخبرته الدولية الكبيرة كلاعب وعقليته الاحترافية وخبراته المتراكمة سواء مع الأندية كمدرب، أو كمساعد مدرب المنتخب الوطني في عهد رشيد الطاوسي، ستجعله قادرا على وضع قطار المنتخب على سكته الصحيحة بعد أن زاغ عنها في عهد وحيد.