أخبارالأفقجريدة Ouma press

كيف نفكر في المحتوى الرقمي من أجل ضمان حرية التعبير ووقف نشر التفاهة؟

التفكير في الفكر باعتباره موضوعا..، وأي فكر يمكنه أن ينتج الفهم لما نعتبره اليوم تفاهة؟

هي إشكالية جوهرية انطلقت منها زهور كرّام، روائية وناقدة وأكاديمية مغربية وأستاذة التعليم العالي بجامعة محمد الخامس بالرباط، خلال مداخلتها مساء أمس الخميس، في لقاء فكري حول موضوع “محتوى وسائل التواصل الاجتماعي، ما بين حرية التعبير والتفاهة”، والذي نظم بمناسبة اليوم الوطني للإعلام الذي يصادف الـ 15 نونبر من كل سنة.

وأضافت كرام قائلة: “اليوم نحن نعتبر ما يحدث على مواقع التواصل الاجتماعي تفاهة، ولكن الأغلبية الساحقة لا تعتبره كذلك، بمعنى هناك فكر آخر يواجه هذا الفكر، وعيله فإن ما يحدث اليوم يمكن أن يعمل على تبخيس الفكر، وهذا أخطر ما يمكن أن تنتجه التفاهة”.

أصبحنا نعيش في العصور الوسطى

كما أشارت كرام خلال كلمتها في اللقاء المذكور، والمنظم من قبل نادي الصحافة بالمغرب، والمركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال، بشراكة مع المعهد العالي للإعلام والاتصال، أنه “حينما يغيب السؤال حول ما يحدث اليوم، وحينما يتم قبول ما يطرح أمامنا على منصات “اليوتيوب وإنستغرام والفايسبوك”، وغيرها من المواقع، وبدون طرح السؤال، يعني ذلك أننا أصبحنا نعيش كما كانت الدول الأوروبية تعيش في العصور الوسطى، حيث كان الظلام لأن الكنيسة كانت تتجه نحو تغييب العقل والسؤال وإيجاد أجوبة، إلى أن ظهر عصر الأنوار..”.

الفكر مهدد بالإفلاس

وفي السياق ذاته، أكدت المتدخلة على أنه “عندما لا يتم طرح السؤال يعني ذلك أن هناك مشكل في الفكر”، مرددة “الفكر في خطر تهدده التفاهة..!!، الفكر مهدد بالإفلاس.. !!”، موردة “القاعدة التي تمنح السلطة للتافهين ليتحولوا الى رموز تتسع..، أصبح هناك ترميز لكائنات تافهة تتحول الى سلطة بحكم مجموعة من التابعين وليس المتابعين، لأن التابعين للتفاهة هم مجموعة من القطيع، إذ أنهم يتبعون محتوى تافه، لذلك هناك فرق بين المتابع الذي يفكر ويطرح السؤال ويشغل عقله، وبين من  يظل تابعا للتافهين كالقطيع وبدون أن يفكر..”.

نحن في ورطة

وتابعت الروائية وناقدة كلامها قائلة: “الا يمكن أن نمنع في واقعنا الحالي الثورة الرقمية أو أي ابتكار انساني، ولكن يمكننا تحسين سوء تدبيرها لكي لا يتم التبخيس من الانسان، لذلك ينبغي البحث العلمي والنقاش الفكري لهذه الأشياء، في المحافل والندوات الوطنية والدولية”.

وفي ختامها لكلمتها قالت المتحدثة: ” نأمل أن نجد مثل هذا النقاش الذي نناقشه اليوم حول موضوع “محتوى وسائل التواصل الاجتماعي، ما بين حرية التعبير والتفاهة”، داخل المعهد العالي للإعلام والاتصال، في الإعلام الرسمي الذي يشكل مصدر ثقة للمواطنين، بدل استضافة القنوات الرسمية للتافهين”.

BBM TVنادية بالمعطي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى