الأفقمقالات

شعب عاقل يقوده نظام أحمق

نحبكم شعبا كما تاريخكم

في محفل كروي يهم القارة الأفريقية، الهدف الأسمى منه من جهة هو تباري المنتخبات المشاركة والفوز باللقب وبه تتبوأ الدولة المنتصرة مكانة متميزة، و تتباهى بإنجازها أمام شعبها و العالم كله، بفضل سياسة رشيدة في الميدان الرياضي، كما باقي المجالات الحيوية، مما يمنح مكانة خاصة للنخبة السياسية الحاكمة، و يزيد من منسوب ثقة الجماهير للأنظمة الحاكمة وبتالي تأمل وتحلم، أن تشجع هذه الأخيرة شبابها، من خلال توفير أرضية لتحقيق انتصارات في جميع ميادين الحياة الأخرى، وهذا يتيح للدولة و شعبها مكانة مرموقة بين الأمم، في الطب والصناعة المرتبطة بالعلوم و الاختراعات، والثقافة التي تنعش الفكر، والأدب والفنون من رسم، موسيقى، و المسرح.

و بالعودة إلى مخزون التاريخ، نتذكر همم الأجداد  الذين ضحوا بالغالي والنفيس، من أجل أن تصبح الجزائر دولة حرة، مستقلة و كان الثمن باهظا فدمته من أرواح أبنائها، لكن وللأسف الشديد، نلاحظ وكما لاحظ العالم سواء عبر التغطية الإعلامية للقنوات التلفزية، أو عبر منصات التواصل الاجتماعي، رفع شعار عدائي ضد شعب المغرب بأكمله، من طرف جماهير الدولة المنظمة. فلو تنبه صناع القرار داخل الجزائر، لتأكدوا أنهم يتلاعبون بسمعة وصورة الجزائر شعبا و أمة .

هل من يسب شعبا بأكمله يمثل مختلف فئات الشعب الجزائري؟ من أطباء ،و مهندسين، ورجال أعمال، مثقفين، ومفكريين، وربابنة طائرات، وفنانين، والجالية في الخارج، بكل تأكيد لا، باعتبار الفكر النابع من هؤلاء لا علاقة له بتخلف و النظرة الضيقة للنظام الصبياني.

لقد كان من الأجدر أن يسارع احد المسؤولين ليقدم اعتذاره، نحو إنقاذ ماء وجه شعب الجزائر، بكل مكوناته العاقلة، من سلوكيات وشعارات عنصرية نازية حاطة من الكرامة الإنسانية.

لكن وللأسف الشديد، فإن الأنظمة الشمولية تصادر الإرادة، بل تقمع الحريات، تسلب الكرامة و تجيش بأفكارها السوداوية عقول البسطاء، من عموم الشعب، وتصطنع لشبابها العاطل و المنحرف عدوا وهميا، يهدد وحدة الجزائر وكرامتها، وبأن الطبقة الحاكمة تقف سدا منيعا لكل من تجرأ على الجزائر، التي أصبحت عظيمة ولا يمكن قهر جيشها الباسل.

وبذلك يدغدغون مشاعر الناس لكي لا يكترثون لنظام حكمهم الذي انتهت مدة صلاحيته عالمياً بسقوط جدار برلين ومعه زمن الأيديولوجية الشيوعية ونظام الحزب الوحيد.
المهزلة واضحة لكن الغريب، أليس بينهم عاقل؟

لقد تمت إهانة الشعب الجزائري أمام جماهيره الرياضية وأعطته صفة العدوانية، والعنصرية، والنازية، عوض قيم نشر السلام والحرية، والعدالة والمساواة كمبادئ كونية لحقوق الإنسان، وبالتالي يسطع نجم الجزائر كبلد عربي إفريقي نفتخر به كما افتخرنا بدولة قطر شعبا وقيادة أمام الأعداء الحقيقيين المتربصين، للتنظيم الرائع لكأس العالم نسخة قطر 2023.

إنه لمن المخزي أن تدفع طبقة سياسيه حاكمة بعض أفراد شعبها، لرفع شعار عنصري، مما أساء بشكل كبير لشعب الجزائر كلية، خصوصا في زمن الكوكب الأزرق الذي تنتشر فيه الأخبار بسرعة كبيرة كالنار في الهشيم .

و خير ما أختم به كلامي عن سياسة انفضح وقعها

«بسم الله الرحمن الرحيم»
(فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ )
«صدق الله العظيم »

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى