أخبارأعمدة رأيالأفقجريدة Ouma pressمتابعاتمقالات

كازخستان… الأميرة التي تبتسم للجميع بأدب

فعاليات انتخاب نواب الأمة، بداية نحو صنع دولة قوية

ـ أسطانا : شعيب بغادى

لم تكن الأمور المتعلقة بالانتخابات التشريعية أو حملاتها أو صور المرشحين بالشاشات الإليكترونية المثبتة بالشوارع، هي من تثير كامل اهتمامي بأسطانا عاصمة كازاخستان، بقدر ما عكست لي هذه المدينة عدة صور جعلتني أقرا صفحاتها من الزاوية الإنسانية أكثر منها سياسية، خاصة وقد توحدت كلمة الساسة على نحو واحد وفي اتجاه واحد ونية واحدة، وهي خدمة المجتمع بتوفير كل ما يمكنه أن يساهم في جعل حياة أفراده حياة سالمة وعادلة و في الدرجة الأولى حياة الطبقة الضعيفة.

ما أثار اهتمامي ذلك الإحساس الباعث بالطمأنينة وأنا أتجول كلما سنحت لي الفرصة بمراكزها التجارية، حيث الرجال والنساء، شبابا وشيوخا وأطفالا، يعبرون عن تلك التركيبة الأسرية الموحدة، فهنا للطفل مكانته، وللمرأة قيمتها المطلقة، وللرجل والشيخ احترامه، وفي الزاوية المقابلة، تجد للضيف تقديره وحسن استقباله.
لم يتوقف الأمر في هذا الحد، لدرجة وأنا كضيف تؤكد ملامحه أنه أجنبي وعربي، أحظى ومعي زملاء من فلسطين والأردن ومصر بتحية رسمية من طرف رجال شرطة يمارسون مهمتهم بشوارع العاصمة بهدوء، نعم لقد وقفوا أمامنا وقفة رجل واحد ليقدموا لنا التحية الرسمية، أشعرتنا وأكدت لنا كم للضيف قيمة بهذا البلد السائر نحو بناء صرح ديمقراطي إنساني قبله سياسي.

لم يكن كل هذا ليحدث، لولا وجود إرادة سياسية يقودها رئيس مصر على إعادة صنع تاريخ الأمة ليكتب بحبر من ذهب، معتمدا على برامج فاعلة تحمل صدق النوايا في خدمة كل البشرية المتواجدة على أرض كازاخستان وحتى تلك المهاجرة خارج أرض الوطن ومعهم كل المجتمعات في مختلف الدول والبلدان، حيث صرحت الرئاسة بلسان نائب وزير الخارجية السيد رومان فاسيلينكو أن كازاخستان هي صديقة للجميع وليس لها أي مشكل مع أي بلد في أي قارة من القارات.

هنا يمكن لكل زائر أن يلمس روعة الإسلام وسلامة الأديان، وهنا تأكد لي بالملموس أن الرغبة صادقة في تشكيل حكومة تستمع لجميع المواطنين ولكل المؤسسات المدنية بما فيها الإعلام نحو تكريس مبدأ حرية التعبير واحترام كل الآراء، حيث كلما اردت التحدث لوزير أو مستشار رئاسي أو مسؤول حكومي أجد البسمة تؤكد لي الترحاب وتخلصني من كل ارتباك ويحدث التواصل حتى عبر جسر مترجم.
لقد حظيت بشرف تغطية أجواء الانتخابات التشريعية، و إن كانت أرقامها و تشكيلة و عدد أحزابها و نسبة مرشحيها و ناخبيها تدخل ضمن أسس تحرير الخبر الإعلامي، فإني أكتفي بالتذكير أن 7 أحزاب دخلت غمار المنافسة و 12  مليون من المواطنين من سيحددون الخريطة الرسمية للبرلمان، لأعرج على ما أجده أهم بكثير و المتعلق في كون جهاز الدولة و على رأسه السيد قاسم جومارت توكاييف، أكد أن قيادة أمور الشعب لن تقتصر فقط على من نجحوا في الانتخابات و لكن أيضا حتى من لم يحالفهم الحظ، هم معنيون بتقديم معرفتهم و كفاءتهم و السير في طريق الترشح مرة أخرى.

كما في نفس المسار تقرر الاعتماد على دماء جديدة بوجوه شابة نساء ورجال لها القدرة والرغبة في المشاركة والمساهمة في بناء مستقبل كازاخستان، حيث ستسير الدولة في اعتماد برامج تقوم على تكوين النساء والشباب نحو خوض غمار المنافسات الانتخابات المستقبلية.

رحلتي إلى كازاخسان رفقة مجموعة من الصحافيين مثلوا أكثر من دولة في مختلف بقاع العالم وكل القارات، كان على أساس أنتاج فيلم يوثق للحظة، لكن ما عشته جعلني أمنح لقلمي كذلك فرصة التعبير عن قراءة لفكري وللرأي الذي أنتجه موقفي وكذلك مشاعري

ما حدث مؤخرا بكازاخستان من خلال فعاليات انتخاب نواب الأمة، ما هو إلا بداية هامة لكنها بسيطة مقارنة بما ستعرفه البلاد من تحولات إيجابية على مستويات وزوايا عديدة عبد فعل تنموي في مجلات الاقتصاد والاجتماع والعلوم وغيرها من القطاعات التي ستؤكد حسن اختيار البرامج القائمة بالأساس على تكريس مبدأ الديمقراطية وخدمة الإنسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى